مقدمة تثير التساؤل

"الست اللي ما ربّهاش راجل عمرها ما هتحترم راجل!" جملة تتردد في المجالس، وتُلقى كحكم نهائي على علاقة المرأة بالرجال. لكن هل الأمر بهذه البساطة؟ هل حقًا تُختزل قدرة المرأة على الاحترام في وجود رجل بجانبها؟ أم أن المسألة أعمق من ذلك بكثير؟

الجذور الخفية للجملة

هذه العبارة تحمل في طياتها افتراضًا خطيرًا: أن المرأة لا تتعلم الاحترام إلا من خلال الرجل، وكأنها كائن غير مكتمل بذاته. لكن التاريخ يُثبت عكس ذلك! نساء عظيمات نشأن في بيئات تخلو من الرجال (أو كنّ ضحايا لغيابهم)، ومع ذلك كنّ نموذجًا للقوة والاحترام المتبادل.

• الأم الوحيدة: كثير من النساء يربين أبناءهن دون وجود أب، ومع ذلك يُخرجن جيلًا يحترم المرأة والرجل على حد سواء.
• اليتيمات اللاتي صرن قائدات: ماذا عن النساء اللاتي فقدن آباءهن مبكرًا، لكنهن حصلن على تعليم جيد وتشجيع من مجتمعاتهن؟

الاحترام.. هل هو "هدية" يمنحها الرجل للمرأة؟

الاحترام قيمة إنسانية تُكتسب من التربية الشاملة، وليس حكرًا على جنس دون آخر. فالأم التي تُعلّم ابنتها الكرامة والحدود الشخصية، والمدرسة التي تغرس في طالباتها قيم المساواة، هما من يصنعان وعيًا قادرًا على الاحترام المتبادل.

الوجه الآخر: عندما يكون الغياب درسًا قاسيًا

بالطبع، غياب الأب (أو الأخ، أو الزوج) قد يخلق فراغًا عاطفيًا أو اجتماعيًا، وقد تدفع بعض النساء ثمن هذا الغياب بصعوبة الثقة بالرجال. لكن هذا لا يعني أنها "لا تحترمهم"، بل قد تعاني من:

• تشوّه الصورة الذكورية: بسبب غياب النموذج الإيجابي.
• الحاجة إلى إثبات الذات: كرد فعل على نظرة المجتمع التي تُقلل من شأنها.

كسر الحلقة: كيف نعيد صياغة العلاقة؟

1. التربية المشتركة: تعليم البنات والأولاد أن الاحترام لا يرتبط بجنس، بل بالإنسان نفسه.
2. تقديم نماذج ناجحة: نساء نشأن دون رجال لكنهن بنينَ حيواتٍ متوازنة.
3. التوقف عن إلقاء اللوم: على المرأة التي قد تكون ضحية ظروف قاسية.

الختام: هل العبارة حقيقة أم أسطورة؟

الحقيقة أن الاحترام يُبنى بالقدوة، وليس بالجنس. المرأة القوية التي تعرف حقوقها ليست عدوة للرجل، بل شريكته في بناء مجتمع متكافئ. ربما حان الوقت لنسأل: لماذا نصرّ على ربط احترام المرأة بوجود رجل، بينما لا نطالب الرجل بنفس السؤال؟

"الاحترام لا يُورَّث، بل يُزرع. والتربة الخصبة له ليست ذكرًا أو أنثى، بل إنسانية مشتركة."

ما رأيك؟ هل توافق أن الاحترام مرتبط بوجود الرجل في حياة المرأة؟ أم أن الأمر يحتاج إلى نقاش أعمق؟ شاركنا بتفكيرك!

شارك برأيك