الزواج بين الواقع والخيال: ماذا لو انقلبت الأدوار؟

تخيلوا معي عالمًا مقلوبًا...

عالمٌ تُحمّل فيه المرأة كل أعباء الرجل في الزواج، حيث تصبح هي المُقدمة للمهر، والمُطالَبة بتأمين السكن، والمُجبَرة على العمل لسنوات طويلة لتغطية تكاليف الزفاف الباهظة. ثم، فجأةً، بعد كل هذا الجهد، تأتي لحظة الطلاق لتجد نفسها أمام خسائر مروعة: تُحرم من أبنائها، تدفع النفقة، تُجبر على تسليم أموال الطلاق، وتظل ملزمةً بالإنفاق على أطفالها حتى لو مُنعت من رؤيتهم!

والأسوأ؟ إذا أرادت الزواج مرة أخرى، عليها أن تبدأ من الصفر: مهر جديد، سكن جديد، نفقات زفاف جديدة، بالإضافة إلى التزاماتها المالية السابقة!

لماذا لا تطلب الطلاق؟ لأن الخسائر ستكون كارثية!

في هذا العالم المقلوب، لن تجرؤ أي امرأة على طلب الطلاق، لأن الثمن سيكون:

• خسارة أبنائها (أغلى ما تملك).
• خسارة مدخراتها (المهر، النفقة، تكاليف السكن).
• الإفلاس المالي إذا تكرر الطلاق.

هنا، ستصبح النساء أكثر تمسكًا بالزواج حتى لو كان جحيمًا، لأن الهروب يعني الخسارة الكاملة لكل شيء.

الواقع الذي نعيشه: لماذا تطلب النساء الطلاق أكثر؟

الآن، لنعود إلى الواقع...
في معظم المجتمعات، عندما تطلب المرأة الطلاق، تحصل على:

• حضانة الأطفال.
• النفقة الشهرية لها ولأبنائها.
• المهر والسكن في كثير من الأحيان.
• مستحقات مالية أخرى.

بينما الرجل يخسر:

• حقوقه في رؤية أبنائه بحرية.
• جزءًا كبيرًا من دخله في النفقة.
• السكن والممتلكات أحيانًا.

لهذا السبب، نرى أن النساء أكثر جرأة في طلب الطلاق، لأن الخسائر المادية والعاطفية عليهن أقل، بينما الرجال يتحملون العبء الأكبر.

السؤال الصادم: هل الزواج اليوم "صفقة خاسرة" للرجل؟

بعض الرجال بدأوا يتساءلون:

• لماذا أتزوج إذا كنت سأخسر كل شيء عند الطلاق؟
• لماذا أدفع المهر والنفقة وأنا أعلم أن حضانة أطفالي قد تُنزع مني؟
• هل الزواج أصبح مخاطرة مالية لا تُحتمل؟

النقاش هنا ليس ضد المرأة أو الرجل، بل ضد النظام غير المتوازن الذي يجعل الطلاق كارثة على طرف واحد فقط!

الحل: نحو عدالة حقيقية

لا ينبغي أن يكون الزواج "معركة خاسرة" لأي من الطرفين، بل يجب أن يكون شراكة عادلة، حيث:

• الحضانة تُمنح للأصلح، لا للأم تلقائيًا.
• النفقة تُحدد حسب القدرة المالية للطرفين.
• المهر ليس عبئًا يُدفع مرة واحدة، بل مساهمة مشتركة.

فقط عندما يصبح الطلاق عادلًا، سنرى زواجًا قائمًا على الاختيار، لا على الخوف من الخسارة.

---

فكر مليًا... ماذا لو كنت في مكان الطرف الآخر؟ 🤔

شارك برأيك