• الرئيسية
  • /
  • لها
  • /
  • المرأة الجليدية: حين يتحول الحب إلى سجن من المرايا
لها

المرأة الجليدية: حين يتحول الحب إلى سجن من المرايا

 

الوهم الذي يُدعى "الحب"

تصوّر هذا المشهد: رجل يعانق امرأة، جسدها دافئ، عطرها يفوح، ملامحها كاللوحة الفنية. لكنّه، رغم ذلك، يشعر بوحشةٍ تقتله. كأنّما يحتضن سرابًا. هذه ليست خيالًا روائيًا، بل واقعٌ مرير في زمن صارت فيه العلاقات "ديكورًا" تُعلّق على جدران السوشيال ميديا، بينما تُفرغ من أيّ معنى.

ما الذي حدث لأنوثتنا؟ كيف تحوّلت المرأة من "شريك حياة" إلى "شريك إعجاب"؟


النرجسية الباردة: حين تصبح الأنثى سجّانة نفسها

المرأة التي يتحدّث عنها الكاتب ليست شريرة، بل هي ضحيةٌ لنظامٍ علّق قيمتها على "كمّ الإعجاب" لا "كيف الحب". إنها تتفنّن في صناعة الصورة المثالية: إطلالة لا تشوبها شائبة، ابتسامة مُعدّة سلفًا، وجسدٌ يُقلّد عارضات الأزياء. لكنّها، في المقابل، تنسى كيف:

  • تمسك يدَ شريكها دون التفكير في "الإضاءة المناسبة".
  • تضحك من القلب، لا من "زاوية الكاميرا".
  • تبكي دون خوفٍ من أن يفسد الماسكارا مشهد ضعفها.

هذه المرأة – بحسب التحليل النفسي – تعوّض جرحًا قديمًا: ربّما إهمالًا عاطفيًا، أو شعورًا بعدم الكفاية. فتحوّلت علاقاتها إلى "محاكم تفتيش" يثبت فيها الرجل إعجابه بها، لا حاجته إليها.


الرجل الضائع: خلفية في صورة السيلفي!

الرجل هنا ليس بريئًا تمامًا، لكنّه ضائع في هذه المعادلة:

  • هو يُحبّها، لكنها تُحبّ انعكاسها في عينيه.
  • يُريد أن يُشاركها الحياة، بينما هي تريد منه أن يُبرز جمالها في الحياة.
  • يشعر أنه "خزانة عرض" لتفاصيلها، لا شريكًا يُبنى معه المستقبل.

الفيلسوف "جان بودريار" يصف هذا العصر بـ"وهم الصورة". فالمرأة الجليدية – دون أن تدري – أصبحت سلعةً في سوق العلاقات: تُباع ب"لايكات" وتُشترى ب"مظهر خارجي".


المفارقة الأقسى: الوحدة داخل القصر الزجاجي

الأمر الأكثر إيلامًا؟ هذه المرأة نفسها تعيش في جحيمٍ داخلي:

  • كلّما زادت إعجابات الآخرين، زاد فراغها.
  • كلّما تألّقت في الصور، خبتْ شعلتها في الواقع.
  • هي تخشى أن تُحبّ، لأنّ الحب يعني أن تُظهر نفسها كما هي… وهذا أخطر ما يمكن في عالمٍ يعاقب الصدق.

الخلاص: كسر المرايا

الحلّ ليس في إلقاء اللوم، بل في إعادة تعريف "الأنوثة":

  • الأنوثة ليست جمالًا يُعجب به، بل دفئًا يُحتَضَن.
  • ليست إبهارًا عابرًا، بل حضورًا يُشعِر الآخر بأنه "مرئي".
  • العلاقة الناجحة ليست مسرحًا للعرض، بل حديقة يُزرع فيها الحب يوميًا.

إذا استمرّت المرأة في الهروب من عمقها العاطفي، فستربح العالم الافتراضي… وتخسر نفسها.


ختامًا:
هذا المقال ليس هجومًا على المرأة، بل صرخة لإيقاظها من سبات "الصورة". لأنّ التاريخ لن يتذكّر أجمل النساء، بل سيخلّد اللواتي صنعنَ دفئًا في عالمٍ يزداد برودةً كلّ يوم.

الآراء 0

ارسل رأيك

هل لديك استفسار؟

ارسل استفسارك