في عالم الحيوان، تختار الأنثى الذكر الأقوى والأكثر صحة لضمان نسل سليم. هذه الغريزة البدائية -المعروفة بـ "التزاوج الفوقي" (Hypergamy)- لم تختفِ عند المرأة الحديثة، بل تحوّلت إلى وحشٍ شرس يلتهم أحلام الزواج وينشر الدمار في العلاقات!

لعبة الاختيار المميتة

تخيّل ساحة معركة خفية.. خمس نساء يقفن أمام خمسة رجال مصنّفين حسب: المال،

الجمال، الذكاء، المكانة الاجتماعية. النتيجة؟

• الرجال: يقبلون بأي امرأة توفر بعض الصفات.
• النساء: يخترن الرجل الوحيد الذي يجمع كل الصفات!

هكذا تعمل الغريزة: لا تكفيها "فُرص جيدة"، بل تبحث عن "المثالي المستحيل".. حتى تفوتها كل القطارات!

مأساة العصر الحديث: عندما يصبح الاختيار لعنة

بفضل وسائل التواصل، صار لدى المرأة خيارات لا نهائية، ومعايير تزداد تعقيداً يومياً:

• "أريده طويلاً، وسيماً، غنياً، شاعرياً، يفهمني دون أن أتحدث!" (نعم، هذه الشروط حقيقية!).
• وحتى لو وجدت "الرجل الكامل"، فلديه بدوره خيارات كثيرة.. فلماذا يكتفي بها؟

الضحية الأولى: المرأة نفسها!

النتيجة؟

• نساء يعشن في وهم الانتظار، ثم يكتشفن متأخراً أن "القطار قد فات".
• زيجات غير مستقرة، لأن "التوب 1%" لا يرضى بامرأة واحدة طويلاً.
• مجتمع مليء بالعوانس والعلاقات الفاشلة، لأن الغريزة حوّلت الحب إلى سوق تنافسي قاسٍ.

هل هناك مخرج؟

الحل ليس كبت الغريزة، بل إدارتها بوعي:

• التوقف عن مطاردة "الخيال"، والتركيز على الواقع.
• فهم أن الكمال خرافة، وأن الزواج الناجح مبني على التكامل لا المثالية.

السؤال الأهم: هل نستطيع كسر هذه الدورة قبل أن تدمر المزيد من البيوت؟ أم أن الغريزة ستظل أقوى من كل المنطق؟

شارك برأيك