• الرئيسية
  • /
  • لهما
  • /
  • المركب الغارق.. لماذا تخسر البيوت عندما يتحول الحب إلى سجال؟
لهما

المركب الغارق.. لماذا تخسر البيوت عندما يتحول الحب إلى سجال؟

 

صرخة صامتة في بيوت لا يسمعها أحد

في زوايا البيوت التي نعتقد أنها "هادئة"، هناك حروب صامتة تدور.. ليس بالسيوف، بل بالصمت المميت، والنظرات الحادة، والكلمات المدفونة تحت ركام الخوف. الرجل الذي كان يُعتبر "عمود البيت" أصبح يشعر بأن الأرض تهتز تحت قدميه، لا من ضعف فيه، بل من ظروف تحاصره من كل اتجاه: غلاء، قوانين، مجتمع يحاسبه إن تكلم أو سكت. والزوجة التي تبحث عن الأمان في عينيه، تجد نفسها فجأة تقبض على دفة القيادة بيد مرتعشة.. خوفاً من الغرق.


الرجل.. البطل الذي تحول إلى "أسير"

هل تتخيل أن "البطل" الذي كبرنا على صورته في الأفلام والقصص يمكن أن يتحول إلى سجين في قصته الخاصة؟

  • هو يُطلب منه أن يكون "الصخرة" التي لا تتزعزع، لكن ماذا لو كانت الصخرة نفسها تتآكل من الداخل؟
  • يحمل أعباءً لا تُحصى: فواتير، التزامات، توقعات المجتمع.. وإذا اشتكى، وُصف بالضعف، وإذا غضب، اتُهم بالعنف.
  • في النهاية، يختار السكوت.. ليس لأنه راضٍ، بل لأنه يخشى أن تهتز الصورة الأخيرة التي تمسك بها زوجته وأولاده: صورة "الرجل القوي".

لكن.. ماذا يحدث عندما يطول الصمت؟


الزوجة.. القوة التي تحولت إلى "عاصفة"

"المرأة كالنهر.. إن أعطيته الحدود، أصبح مصدر حياة، وإن تركته بلا ضفاف، تحول إلى فيضان."

  • هي لم تطلب أن تكون "الطرف القوي"، لكنها رأت الفراغ فملأته.. خوفاً من السقوط.
  • كلما شعرت أن زوجها يتراجع، تقدمت خطوة.. ثم خطوة.. حتى فقدت القدرة على التمييز بين "الشراكة" و"الهيمنة".
  • تصرخ بحقها، تهدد، تبتعد، تعود.. لكنها في الأعماق تبحث عن ذراع تحتمي به، لا خصماً تنتصر عليه.

مَن يربح عندما تتحول الزوجة إلى "خصم" بدلاً من "شريك"؟


الغرق المشترك.. عندما ينسى الطرفان أنهما في مركب واحدة

البيت ليس ساحة حرب.. ولا منافسة على "مَن الأقوى".

  • المشكلة ليست في قوة المرأة أو طيبة الرجل، بل في اختفاء "التوازن".
  • لا يوجد عدو هنا.. العدوان هما "الجهل بالحدود" و "الخوف من الاعتراف بالضعف".
  • عندما تختفي لغة الحوار، يظهر صوت الأبواب تُغلق بعنف، والعيون التي تتبادل نظرات الموت، والأطفال الذين يتعلمون أن "الحب" يعني "الصراع".

هل هناك مخرج؟

البيوت لا تحتاج أبطالاً خارقين.. تحتاج فقط:

  1. رجالاً يفهمون أن الحنان لا يقتل الرجولة، بل يجعلهها إنسانية.
  2. نساءً يعرفن أن القوة الحقيقية ليست في السيطرة، بل في القدرة على البناء دون هدم.
  3. شراكة تقوم على مبدأ بسيط: "مش أنا ضدك.. لكن نحن معاً ضد المشكلة."

المركب قد تهتز.. لكنها لن تغرق طالما كان الاثنان يتقاسمان المجداف. أما إذا تحول الحب إلى "سجال".. فليتذكرا جيداً أن الغريق لا يهمه من كان يملك الحق.. بل كيف نجا من الغرق.


هناك بيوت كثيرة نجت من الفقر، من المرض، حتى من الحروب.. لكنها سقطت لأن أحدهم أراد أن يربح الجولة، بدلاً أن يربح قلب شريكه. فهل نتعلم قبل فوات الأوان؟

الآراء 0

ارسل رأيك

هل لديك استفسار؟

ارسل استفسارك