في عالمٍ يُقدِّم الحرام على طبقٍ من ذهب، بينما يُعلِّق الحلال في قمم الجبال، أصبحنا نرى مفارقة غريبة: فتياتٌ يُقدِمْنَ على علاقاتٍ عابرة مع رجالٍ مجهولي "الأصل والفصل" بكل سهولة، يهبنَ مشاعرَهنَّ وأجسادَهنَّ دون ضوابط، كل ذلك تحت شعار "الحب"! لكن حين يُطرق باب الزواج الشرعي — الذي هو "نصف

الدين" — تتحوَّل المعايير فجأةً إلى قائمةٍ لا تنتهي من الشروط والمطالب المستحيلة!

✨ الحرام.. لماذا هو "سهل"؟

العلاقات المحرَّمة تُباع في سوق اليوم بسلاسة مغرية:

• لا توجد مسؤوليات.
• لا حاجة إلى ضوابط شرعية أو اجتماعية.
• لا مطالَب مالية أو التزامات طويلة الأمد.
  يُصبح الأمر وكأنه "لعبة عابرة"، لكن ثمنها هو كرامة المرأة، وسلامة القلب، ومستقبلٌ قد يُدفن في ظلام الندم.

🔥 الزواج الشرعي.. لماذا يُحوَّل إلى "مهمة مستحيلة"؟

لكن المفارقة الصادمة تظهر عندما يُقدِم الرجل على الخطبة بكل جدية، فتتحوَّل المواقف:

• الماديات أولًا: "لا بد من بيت فاخر، وسيارة فارهة، ومهر خيالي!"
• التفاصيل تطحن العلاقة: "عائلته يجب أن تكون كذا، ووظيفته كذا، وحتى لون سيارته يجب أن يكون موضة هذا العام!"
• أتفه المشاكل تُنهي القصة: نكتشف أن بعض الفتيات — للأسف — يهربن من الزواج لأسبابٍ لو قُدِّمت للشاب في علاقته "الحرام" لضحك منها!

❓ السؤال المحوري: أين الكرامة الحقيقية؟

لماذا تُبذَل المشاعر والأجساد بلا ضوابط في العلاقات المحرَّمة، بينما تُرفَع الرايات الحمراء أمام الزواج الشرعي؟ هل الخوف من المسؤولية؟ أم أن المجتمع زرع في عقول البعض أن "الممنوع مرغوب"؟ أم أن بعض الفتيات — دون وعي — يَستخدمن الزواج كوسيلة ضغط لتحقيق أحلام مادية أو اجتماعية؟

💡 الحل: العودة إلى الجوهر

1. التوازن في الشروط: لا بأس بالضوابط الشرعية والعقلية، لكن دون مبالغة تُحوِّل الزواج إلى "صفقة تجارية".
2. الوعي بالهدف: الزواج ليس "نهاية المطاف"، بل بداية طريقٍ من التكافل والإيمان.
3. احترام الكرامة مسبقًا: لأن من يُهين كرامتها في العلاقات السرّية، لن يحترمها لو تزوَّجها لاحقًا!

الختام: الزواج ليس "عقدًا فخمًا".. بل هو "ميثاق غليظ"

ربما حان الوقت لنعيد النظر في أولوياتنا: لماذا نُسهِّل ما حرَّم الله، ونُعسِّر ما أحلَّه؟! الكرامة لا تستيقظ فجأةً عند عقد القران، بل تُبنى يومًا بعد يوم باختياراتٍ تحفظ للإنسان قيمته في الدنيا والآخرة.

"الحرام سهلٌ لأن ثمنه يُدفع بعد فوات الأوان، أما الحلال — وإن بدا صعبًا — فثمرته طيبةٌ إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض."

شارك برأيك