• الرئيسية
  • /
  • لهما
  • /
  • الحلقة المفرغة.. كيف حوّلت التناقضات الاجتماعية الزواج إلى أحجية مستحيلة؟
لهما

الحلقة المفرغة.. كيف حوّلت التناقضات الاجتماعية الزواج إلى أحجية مستحيلة؟

عندما تصطدم الأحلام بالواقع

تخيل سلسلة من الأقفال المتشابكة، كل مفتاح منها محجوز في يد طرف مختلف: الرجل يحلم بربة بيت تكرس وقتها للأسرة، والمرأة ترفض وتصرّ على تحقيق ذاتها عبر الوظيفة، أما سوق العمل فيغلق أبوابه إلا أمام النساء، والنتيجة؟ دوامة من الإحباط تعطّل أبسط الحقوق الإنسانية: الزواج.

كيف وصلنا إلى هذه المعادلة المستعصية؟ ومن المسؤول عن تعطيل "دورة الحياة" الطبيعية؟ هذا ما سنكشفه في رحلة تشبه حكايات الألغاز القديمة، لكنها مأساة يعيشها آلاف الشباب والفتيات اليوم.


الرجل.. البحث عن "الحضن" الضائع

"أريد زوجة تُعطي بيتها حقّه".. جملة تختصر أحلام كثير من الرجال في مجتمعاتنا، خاصة مع ارتفاع تكاليف الحياة. لكنّ المفارقة أن الرجل الذي يبحث عن شريكة "مستقرة في المنزل" يجد نفسه أمام جيل جديد من النساء يرَين في الوظيفة شرطاً للكرامة، بل وهنّ مستعدات لتأجيل الزواج أو رفضه إن تعارض مع أحلامهن المهنية.

السؤال الأصعب: هل من العدل أن يتحول حلم الرجل في أسرة تقليدية إلى رفاهية غير متاحة؟


المرأة.. بين "المطبخ" و"المكتب"

"لم أتعلّم لأكون خادمة!".. هكذا تردّ كثير من الفتيات على فكرة الزواج التقليدي. في عصر يقدّس الاستقلال المادي، أصبحت الوظيفة بطاقة هوية للمرأة، بل وسلاحاً ضدّ أي محاولة للتقليل من شأنها.

لكنّ المفارقة تكمن في أن الدولة نفسها – في بعض المجتمعات – تشجّع النساء على العمل عبر سياسات التوظيف المميَّزة، بينما تترك الرجال يعانون البطالة أو الوظائف الهشّة. وهنا يتحوّل الزواج إلى صفقة غير متوازنة: رجل غير قادر على تلبية طموحات زوجة موظفة، وامرأة لا ترى في الزواج إلا عبئاً على حريتها.


الفصل الثالث: الدولة.. عندما يصبح "التشجيع" لعنة

في بعض البلدان، تحوّلت سياسات تمكين المرأة إلى عكاز ذو حدين:

  • فرص عمل حصرية للنساء في قطاعات كالتعليم والصحة.
  • برامج دعم مالي للمرأة العاملة.
  • ثقافة مجتمعية ترفع شعار "المرأة الموظفة قدوة".

لكن في المقابل، لم تُطرح حلول لدمج الرجل في المعادلة، مما خلق فجوة غير مسبوقة: شباب عاطلون عن العمل – وبالتالي غير قادرين على الزواج – ونساء موظفات يرفضن الزواج بمن يرونه "غير مستقر مادياً". النتيجة؟ أزمة زواج جماعية.


الحل.. هل يكمن في "إعادة تعريف الأدوار"؟

المشكلة ليست في عمل المرأة أو رغبة الرجل في أسرة تقليدية، بل في غياب المرونة المجتمعية. للحل، لابد من:

  1. تعديل سياسات التوظيف: فرص عادلة للجنسين، مع دعم الرجال في قطاعات مهددة بالبطالة.
  2. التوعية بزواج "التعاون": حيث يُعاد تقسيم الأدوار دون قوالب جامدة (مثل زواج "النصفين" الذي انتشر في بعض المجتمعات).
  3. تشريعات تُخفف الأعباء: إجازات أبوية، حوافز للرجال في الوظائف "المهمشة"، إلخ.

الزواج.. هل سيصبح "ضحية" التناقضات إلى الأبد؟

القصة ليست صراعاً بين رجل "متخلّف" وامرأة "متطلّعة"، بل هي أزمة نظام اجتماعي لم يعد يتوافق مع أحلام أفراده. إذا استمر كل طرف في التشبث بموقفه دون حلول وسط، فسنشهد جيلاً يفضّل العزوبة خوفاً من مواجهة هذه التناقضات.

السؤال الذي ينتظر الإجابة: هل نستعيد توازن دورة الزواج.. أم نتركها تتحول إلى أسطورة من الماضي؟


ما رأيك؟ هل تعتقد أن العمل هو العائق الحقيقي أمام الزواج أم أن المشكلة أعمق؟ شاركنا تعليقك!

الآراء 0

ارسل رأيك

هل لديك استفسار؟

ارسل استفسارك