• الرئيسية
  • /
  • لهما
  • /
  • الجسد.. ذلك السجن اللامرئي: كيف حوّلتنا الميديا إلى عبيد للصورة؟
لهما

الجسد.. ذلك السجن اللامرئي: كيف حوّلتنا الميديا إلى عبيد للصورة؟

هل فكرت يومًا أنك تعيش داخل سجن لا تُرى جدرانه؟ سجن اسمه "الجسد المثالي"، حيث تُقاس قيمتك ببوصة من خصرك، أو بريق عينيك أمام الكاميرا. العالم لم يعد يعبد الأصنام الحجرية، بل صار يعبد أجسادًا مصقولة بالفلتر، وأحلامًا مُعلّبة في شاشات التلفاز.

المرأة.. جسدٌ يُباع ويُشترى في سوق الوهم

"هي جسد.. وهم يعلمون ذلك". بهذه الجملة القاسية تكشف اللعبة الكبرى. الميديا تقدم المرأة كـ سلعة بصرية، تُغري الرجل وتُحفز غريزته، بينما تُقنع المرأة أن سعادتها تكمن في أن تصبح نسخة مكررة من "المثالية" التي صنعوها لها.

النسوية تتحدث عن التحرر، لكنها -في كثير من الأحيان- وقعت في الفخ ذاته: تحرير المرأة من القيود القديمة، فقط لربطها بقيود جديدة اسمها "الجاذبية الجسدية كوسيلة للقوة". هل لاحظت كيف أن أشهر النجمات هنّ الأكثر التصاقًا بمعايير الجمال الصناعي؟

الرجل.. عبدٌ في مملكة الشهوة

أما الرجل، فقد حوّلوه إلى مستهلك دائم العطش. كل إعلان، كل مسلسل، كل لقطة في الميديا تُذكّره: "هذا ما يجب أن تشتهيه". حتى صار المرأة في عينه مجرد صورة متحركة، لا روح فيها إلا ما صنعته عدسات المصورين.

التخمة البصرية جعلت قلبه قاسيًا، وعقله مشتتًا. فلم يعد يبحث عن الحب، بل عن إشباع مؤقت، كحال مدمن يُجرّب جرعة أعلى كل يوم.

الميديا.. ساحرة العصر التي حوّلت الأحلام إلى كوابيس

"ستصبح نجمًا.. سيُعجب بك العالم!" هذه العبارات لم تعد مجرد إعلانات، بل ديانة العصر الجديد. الميديا أخفت عنا حقيقةً مرعبة:

"كلما اقتربت من الشاشة، ابتعدت عن نفسك الحقيقية".

لم نعد نحلم بأن نكون بشرًا، بل بأن نكون ظلالًا مثالية على إنستغرام. العائلة؟ الحكمة؟ التفكير العميق؟ كلها أمور بائدة في زمنٍ يُقاس نجاحك فيه بعدد الإعجابات.

هل هناك مخرج؟

نعم، لكنه يحتاج إلى جرأة مواجهة هذه الحقائق:

  1. كسر المرآة: توقف عن مقارنة نفسك بالصور المعدلة. جسدك ليس وسيلتك الوحيدة للقيمة.
  2. صوم بصري: قلل جرعاتك من المحتوى السطحي. اقرأ، تأمل، احتضن الواقع.
  3. الثورة الهادئة: علم أبناءك أن الجمال الحقيقي هو ما لا تلتقطه الكاميرات.

[ختام مُفعم بالصورية]
في النهاية، التاريخ لن يتذكر طول شعرك أو نحافة خصرك، بل سيذكر ما صنعته بيديك، وما زرعته في عقول الآخرين. ربما حان الوقت لأن نستيقظ من هذا الحلم المزيف.. قبل أن نتحول جميعًا إلى دمى متحركة في عرض الميديا الأبدي.


ما رأيك؟ هل أنت مستعد لخلع قناع "المثالية" أم ستستمر في السباق الذي لا خط نهاية له؟ شاركنا بتعليقك.

الآراء 0

ارسل رأيك

هل لديك استفسار؟

ارسل استفسارك